وجدت نفسها أمام مدخل بيتهم,, دون استئذان ..دخلت وكأنها تعرف البيت جيداً,, مع إنها المرة الأولى لها لزيارة هذا البيت, عند دخولها,, كان أمامها أبوه ( ابتسمت ودون أي مقدمات قالت: احتاج لمحادثته فانا لا أتذوق طعم الراحة في منامي ويقظتي , وأنا لا اعلم أخباره , قلبي يخبرني إن به خطب ما ,)
ابتسم الأب ابتسامة رضا ,, وقال لها ابحثي عنه في البيت , ستجدينه,, بخطوات تائهة فتحت باب غرفة على يدها اليمنى ,, وكانت الأنوار بها خافته وتميل للظلمة ,,
وكان هو في وسطها وحوله البعض لا تعرفهم ,,
تلاقت نظراتهما عندما نظرت له بعد كُل هذه السنين أحست إن قلبها هوى إلى الأرض, لم يكن هو ,, وكأنه شبح ,, قسمات وجهه ذابلة ,, وجهه اصفر متعب وهزيل نظرة مكسورة , وكان هم الدنيا ملقى فوقه.., وكأنها تنظر لرجل خمسيني هزمه الهم والتعب,,
ابتسمت له ولم يبادلها الابتسام نظرة عيناهـ بها من الغضب الكثير عندما ينظر إليها,, همست لم استطيع نسيانك, تعبت جداً حتى استطعت الوصول إليك,, بصوت مخنوق ووجهه مهموم قال لها أبعد كل هذه السنين؟
خرج من الغرفة وتركها مسمرة عند الباب تنظر في المكان الخالي الذي كان فيه,,
صممت أن تلحقه فمازال الكثير لديها لتحكيه له,,و لتتأكد إن لا خطب في حياته , مشت في المنزل تتبع خطوته وصادفت أمه ,, كانت خارجة من المطبخ ,, وتلبس ملابس منزل لم تعهدها سابقاً بهذا الإهمال ,, كانت أكثر أناقة وجمال قبل أن تصاب بالحروق ,, ياهـ لم تغير السنين فيها الكثير ,,فقط آثارا الحروق موجودة على يديها,, صرخت بها أمه,, اتركيه كفاهـ هماً بسببك,,
ابتسمت للام ابتسامة ثقة,لكن بداخلها الكثير من القلق فهي تعلم إن أمه كانت السبب في فراقهما , وقالت احتاج أن اطمئن عليه,, قلبي وإحساسي يحدثني أن بهُ هماً لا اعلم سببهُ,,
تركت الأم على باب المطبخ ومضت تبحث عنه في أرجاء المنزل,, دخلت الصالون,, أحست بداخلها ضعفاً ما,, فهـاهو أخوه الأكبر أمامها ,, وزوجة أخوه وأخته,, وأطفال لا تعرفهم,, وزوجته,,
لم ترى من قبل زوجته , لكنه حدس الأنثى ,, من اخبرها إن تلك التي تنظرها بنظرات الم هي زوجته,,
عند دخولها للصالة توقف الجميع عن الكلام,, وهي تقدمت لهم ,, مدت يدها لآخوه,, وسلمت عليه,, ثم سلمت على جميع النساء وقبلتهم ,, إلى هذه اللحظة لا تعلم ما هو الإحساس الذي يخالجها ,, وجوه قديمة كانت تعيش معهم ,ليال كثيرة كانت بينهم ,, , لولا تلك المرأة السمراء التي احتلت مكانها,,
همس لها أخوه, أرجوك رفقاً بها فهي لا تطيق ذكر اسمك فما بالك وهي تراكِ أمامها ,, تغار منك ومن اسمك وكل ما يذكر زوجها بكِ ,لم تهتم لكلام أخوه, ولا بمشاعر من أصبحت مكانها,
قالت له,, أنا لا أريد شيء ولا حتى أريد لعلاقتي بـ أخيك أن ترجع,, أريد فقط الاطمئنان عليه, قلبي يؤلمني منذُ فترة,, اعلم إن شيئاً ما يتعبهُ,
أخذها من يدها ونظرات الجميع تتبعهما,,
وادخلها لغرفة بها ثلاثة أطفال ورأته حولهم بذات الوجه المُتعب الذي يؤلمها,, ,,كان ممسك بطفل من الأطفال يلاعبه,, ترك يدها أخوه وخرج من الغرفة,,
تقدمت نحوهـ وقالت مَن مِنهم ابنتك. قال تلك,, ذهبت لها وحملتها بقلب يرتجف حباً ,,وقبلتها وقالت الحمد لله إنها تشبهك,, ما أجملها, كنت دائماً احلم أن أنجب طفلاً آو طفلة تشبهك تماماً, كان المفروض أن تكون هذه البنت ,, ابنتي,,
رفع رأسه لها وتقدم نحوها وابعد الطفلة عنها ,,, وامسكها مِن كتفيها,, وصرخ لماذا,, لماذا فعلتي ما فعلتي , أمنتك نفسكِ ,,وخنتها,, كان بصوته الألم والقهر والحزن والوهم,,وسقط تحت قدميها لأحول لهُ ولا قوة,, لا ينطق حرفاً بعدها,,
لكنها إلى ألان لم تستطع فهم( لماذا) صرخ بها؟ ....
منقولة